رؤوس مدافعي الزمالك تعطل انطلاق فريق هولمان


الصفتي وفتح الله يتفوقان في الهجوم فقط!

دأب المدربون على توكيل مهام هجومية للمدافعين في الكرات الثابتة قرب منطقة جزاء المنافس بسبب إجادتهم لضربات الرأس بحكم مراكزهم الأصلية. لكن إجادة المدافعين التسجيل بضربات الرأس وفشلهم في حماية مرماهم من الكرات العرضية، هي ظاهرة ربما ينفرد بها الزمالك.

وسجل المدافع الدولي محمود فتح الله ثلاثة أهداف للزمالك في الدوري الممتاز، منها اثنين بضربات رأس فيما سجل رفيقه في قلب الدفاع عمرو الصفتي هدفا في مرمى ديناموز هراري في دوري أبطال إفريقيا.

وينطلق اللاعبان أماما في الكرات الثابتة ودائما ما يتسبب تمركزهم الجيد وارتقائهم العالي في حصولهم على الكرات قبل لاعبي الفريق المنافس بل وقبل مهاجمي الزمالك.

ولكن لقاءات الزمالك الأخيرة أثبتت أن الثنائي نفسه لا يتمتع بمميزات ألعاب الهواء في حالة الدفاع، وغالبا ما يتركان مع الظهير الحر – سواء أحمد مجدي أو هاني سعيد – حارس الزمالك يتصدى منفردا لضربات الرأس من المنافسين.

وقال إبراهيم يوسف قائد الزمالك الأسبق والمدافع الدولي المخضرم في فترة الثمانينات إن تمركز لاعبي الدفاع في الزمالك دون المستوى وذلك في أكثر من مناسبة في تحليله لمباريات الدوري على قناة "مودرن سبورت".

وأضاف يوسف في تحليله لأداء مدافعي الزمالك في مباراة المصرية للاتصالات قبل أيام "فتح الله تحديدا يبقى في منتصف ملعب المنافس أكثر من تواجده في منتصف ملعب الزمالك".

وتابع "فتح الله حاليا (في ظل غياب سعيد) هو المدافع الدولي الوحيد في الزمالك، لذا يقع على عاتقه مسؤولية مضاعفة".

غطاء جوي

وفشل دفاع الزمالك في تأمين غطاء جوي لحارس مرماهم عبد الواحد السيد في مباراتي الفريق الأخيرتين سواء أمام المصرية للاتصالات أو ديناموز هراري في زيمبابوي.

وولج مرمى الزمالك هدفين أمام المصرية للاتصالات كان أحدهما بسبب سوء التمركز في الكرات العرضية والآخر لفقر إبعاد الكرة بالرأس.

وترك مدافعو الزمالك وائل رياض – الأقصر منهم جميعا – يخترق منطقة الجزاء ويضع عرضية برأسه من دون حتى أن يضطر إلى القفز عاليا في ظل جمود تام من الثلاثي فتح الله ومجدي والصفتي ومن ساندهم من لاعبي الوسط.

أما الهدف الثاني الذي سجل طارق السيد في مرمى فريقه القديم، فوصل إلى الظهير الدولي بعدما فشل مجدي في إبعاد تمريرة طويلة برأسه قبل أن يضع الصفتي بضربة رأس ضعيفة الكرة في طريق مهاجم الاتصالات بدلا من تشتيتها بعيدا.

ولم تكن الأخطاء الهوائية للاعبي الزمالك في مباراة الاتصالات إلا تكرارا لما حدث في زيمبابوي وتحمل مسؤوليته كاملة الحارس عبد الواحد السيد.

وشهدت الدقيقة 51 من المباراة ثلاث عرضيات من العدد نفسه من الركنيات لبطل زيمبابوي لم ينجح مدافعو الزمالك، أو حتى يحاولون إبعادها عن منطقة جزاءهم، تاركين لمهاجمي ديناموز حرية قصف مرمى السيد.

ونجح الحارس الدولي في الاختبارات الثلاث وأبعد ضربات الرأس المتتالية إلى ركنيات، ما جعله في النهاية يشير إلى لاعبيه بدهشة بما يعني "ماذا حدث لكم؟"

الأمر نفسه تكرر مع فلافيو أمادو مهاجم الأهلي مرتين هذا الموسم، حينما سجل الهدف الأول في مرمى الزمالك في اللقاء الإفريقي الأول من دون رقابة.

وكرر فلافيو الأمر نفسه في لقاء القمة الإفريقي الثاني بلا مضايقة على الإطلاق على الرغم من كون عرضية جيلبرتو جاءت من ركلة ثابتة، ما يعني توجب رقابة المهاجم الأنجولي أثناء تنفيذها.


	السيد دفع ثمن أخطاء الدفاع

وتسببت ضربات الرأس الضعيفة وغير الموجهة جيدا أيضا في هدف المعتز بالله إينو في مرمى الفريق الأبيض في لقاء السوبر حينما سدد من على حدود منطقة الجزاء، بعد هدية رأسية من هاني سعيد.

أفضل دفاع؟

الأهداف التي هزت شباك الزمالك هذا الموسم بسبب الفشل في التعامل مع الكرات العرضية وضربات الرأس تضع علامة استفهام حول صلابة دفاع الزمالك، الذي وصفه المدرب راينر هولمان في بداية الموسم بأنه "الأفضل في مصر".

وقال المدير الفني الألماني إنه لا يحتاج إلى تدعيم في مراكز الدفاع وأن الزمالك يمتلك أفضل مدافعين في الدوري الممتاز، مشددا في الوقت نفسه على احتياجه إلى تدعيم في الخطوط الأمامية.

وعلى الرغم من تصدر فتح الله قائمة هدافي الزمالك في الدوري الممتاز هذا الموسم برصيد ثلاثة أهداف، فإن الأرقام تؤكد أن هجوم الزمالك يؤدي المطلوب منه بكفاءة حتى الآن.

وسجل الزمالك تسعة أهداف في أربع مباريات في الدوري حتى لقاء الاتصالات، ويحل رابعا في ترتيب أقوى هجوم في المسابقة بعد بتروجيت والمصري (13 هدفا لكل منهما) والإسماعيلي (11 هدفا).

وخاض الزمالك مباراتين أقل من بتروجيت والمصري، ومباراة أقل من الإسماعيلي.

وتشير إحصائية أخرى أيضا إلى نجاح هجوم الزمالك في هز الشباك في المباريات الصعبة أمام الغريم التقليدي الأهلي هذا الموسم.

ولعب الزمالك أمام الأهلي ثلاث مرات في الموسم الجديد، خسر مرتين وتعادل في الثالثة، ولكنه نجح في تسجيل ثلاثة أهداف، أي بمعدل هدف في كل مباراة أمام الفريق الأحمر.

ولم يظهر هجوم الزمالك عاجزا تماما عن تهديد مرمى المنافسين إلا في مباراتين فقط خارج ملعبه أمام أسيك ميموزا حينما خسر بثلاثية نظيفة وأمام ديناموز في زيمبابوي وهزم أيضا 1-صفر.

وربما يتوجب على هولمان علاج خلل الدفاع في الكرات العرضية إذا أراد لفريقه أن يحقق الانطلاقة التي يهدف إليها في الدوري الممتاز لاسيما بعد توديع دوري أبطال إفريقيا.